يتطلب لعب الكرة بالقدم مجموعةً متباينةً من المهارات مثل: السيطرة على الكرة والتمرير والتصويب على المرمى والجري بالكرة والمهاجمة. يعتبر ضرب الكرة بالرأس مهارة تنفرد بها لعبة كرة القدم. وتتطلب حراسة المرمى تقنيات خاصة غير مُتطَلَّبة من اللاعبين الذين يلعبون في أنحاء الملعب.
مهارات كرة القدم يجب على لاعبي كرة القدم أن يسيطروا على الكرة بدون استخدام أيديهم أو أذرعهم. ويستخدم اللاعبون أقدامهم وأفخاذهم وصدورهم ورؤوسهم وأجزاء أخرى من أجسامهم للسيطرة على الكرة وتحريكها.
السيطرة على الكرة. بإمكان اللاعبين السيطرة على الكرة بأي جزء من أجسامهم باستثناء اليدين والذراعين، ويجب على اللاعب أن يقوم بتثبيت الكرة وإبطاء سرعتها بحركة ماهرة بالقدم أو بالفخذ أو بالصدر تؤدي إلى وضع الكرة تحت سيطرة قدمه. ويجب عليه بعد ذلك دفع الكرة بالقوة الكافية لتحريكها فقط في الاتجاه السليم حتى لايفقد سيطرته عليها.
التمرير. يعتبر التمرير أهم مهارات الفريق على الإطلاق. ويقوم اللاعبون بتمرير الكرة بطرق كثيرة. فهم يؤدون تمريرات طويلة وقصيرة ومباشرة. ومنحرفة وعابرة ويمررون الكرة بأقدامهم ورؤوسهم وصدورهم والغرض من تمرير الكرة هو إرسال الكرة إلى أحد الزملاء في الفريق، الذي يكون في وضع أفضل يمكِّنه من استخدام الكرة، أو من بناء هجمة، أو ربما من التسديد. وتعد المساندة التي يعطيها اللاعبون لزميلهم المستحوذ على الكرة في نفس أهمية التمرير. فعندما يضع العديد من اللاعبين أنفسهم في مراكز تؤهلهم لتلقي التمريرة فإنهم يوفرون للاعب المزيد من الخيارات.
وتعتبر الدقة ذات أهمية خاصة عند تمرير الكرة، ويعادل ذلك أهمية قوة التمريرة وتوقيتها. فإذا ما لعبت التمريرة بشدة أكثر من اللازم فإنه قد يصعب على من يتلقاها السيطرة عليها. وإذا لم تكن التمريرة بالقوة الكافية فقد يتمكن الخصم من اعتراضها. ويمكن أن تفتح تمريرة سريعة خاطفة ثغرة في الدفاع قبل أن يجد المدافعون الوقت الكافي للوقوف في مراكزهم. إلا أنه قد يكون من الضروري أحيانًا تأخير التمريرة من أجل السماح لأحد أفراد الفريق بالتحرّك إلى مركز أفضل.
ويستخدم اللاعب أجزاء مختلفة من القدم لتمرير الكرة. فمن الممكن تأدية التمريرات القصيرة بأي جزء من أجزاء القدم. ولكن التمرير بباطن القدم باستخدام حركة جانبية يعتبر أكثر الوسائل الموثوقة والدقيقة لتنفيذ تمريرة مستقيمة لمسافات قصيرة. إلا أنه عادة ماتكون هناك حاجة لتحويل الكرة أي جعلها تنحرف من أجل تحاشي أحد الخصوم أو للف الكرة نحو مسار زميل بالفريق. ويمكن للاعبين تحويل الكرة بضربها بجانب القدم.
ويُؤدِّي استخدام الجانب الخارجي للقدم إلى انحراف الكرة بعيدًا عن اللاعب، أما استخدام الجانب الداخلي للقدم فإنه يجعلها تنحرف نحو جسم اللاعب. وحتى يقوم اللاعب بتمرير كرة عابرة للخصم أي رفعها عاليًا فوق الخصم لتجاوزه، يعمل اللاعب على أن تلتقي قدمه بالجانب الأسفل من الكرة، في نفس الوقت مع ميل اللاعب قليلا إلى الخلف. وغالبًا ماتستخدم هذه المهارة عند إرسال الكرة عرضيا من الجناح إلى منطقة المرمى. وعندما يقوم اللاعب بإرسال الكرة عَرْضِيًا فإن بإمكانه جعل الكرة تنحرف بعيدًا عن متناول حارس المرمى باستخدام الجانب الداخلي من القدم .
التصويب. (الركل باتجاه المرمى) يركل اللاعبون الكرة بمشط القدم من أجل ضرب الكرة بقوة ودقة. ويجب وضع القدم غير المستخدمة في الركل بمحاذاة الكرة مع الاحتفاظ بالرأس إلى أسفل والجسم في وضع جيد فوق الكرة. وبعد ركل الكرة ينبغي أن تتابع القدم الضاربة الحركة للأمام. ويمكن أن يجعل اللاعب الكرة تنحرف باستخدام نفس أساليب التمرير ولايتم إحراز جميع الأهداف باستخدام الركلات أو الضربات القوية، فالكثير من الأهداف يتم إحرازها بالضربات المنحرفة أو بنخس الكرات القصيرة المدى أو بالضربات العالية العابرة لحارس المرمى. ومن الطبيعي أن يستخدم اللاعبون مشط القدم لضرب الكرة على الطائر؛ أي ضربها وهي ما تزال في الهواء.
ضرب الكرة بالرأس مهارة تنفرد بها كرة القدم. ولأداء ضربة رأس قوية، على اللاعب أن يقابل الكرة برأسه عند قمة الوثبة. والتوقيت الجيد له أهميته، ويجب أن تكون الجبهة هي نقطة التقاء الكرة.
ضرب الكرة بالرأس. يمكن للاعب أن يضرب الكرة برأسه بدقة وبقوة إذا ما استغل الوقت المناسب، مع الاستخدام الصحيح لعضلات الرقبة. ويجب أن تكون الجبهة هي منطقة تلقِّي الكرة، وتُستخدم عضلات الرقبة في ضرب الكرة.
وعندما يقوم اللاعبون بالدفاع فإنهم يحاولون ضرب الكرة بالرأس إلى أعلى، وإبعادها عن الخطر، ويفضل تمريرها إلى أحد الزملاء في الفريق. وفي الهجوم يضرب اللاعب الكرة برأسه بقوة نحو المرمى، وغالبًا ما يقوم اللاعب بلف رأسه في حركة دائرية لمقابلة تمريرة عرضية وتغيير مسار الكرة بزاوية في اتجاه الهدف. وتُعْتبر ضربات الكرة بالرأس الموجَّهة لأسفل من أصعب الضربات التي يمكن لحراس المرمى إيقافها.
وإذا ما سمح اللاعب للكرة بأن تضرب بشكل مباشر أي جزء آخر من الرأس غير الجبهة فيمكن أن يكون ذلك مؤلما له بل وخطرًا عليه. والاستثناء لهذا هو عندما يلمس اللاعب الكرة بعيدًا بقمة رأسه. فإذا ما حدث هذا عندما يكون اللاعب واقفًا عند القائم القريب أثناء تنفيذ ضربة ركنية فإن الدفاع يجد من الصعب عليه التعامل مع مثل هذه الضربة السريعة الخفيفة. ويهدف اللاعب الذي يضرب الكرة برأسه عادة إلى ملاقاتها عند قمة الوثبة خاصة عندما يتنافس مع لاعبي الفريق الآخر للحصول عليها.
الجري بالكرة يتطلب التوازن والتحكم عن قرب. حيث يلف اللاعب ويدور لخداع الخصوم في الوقت الذي يحافظ فيه على الكرة قريبة جدًا من القدم. وتستخدم الأرجل والجسم لحجب الكرة.
الجري بالكرة. يعتبر أحد سمات كرة القدم المثيرة، فيجري اللاعبون والكرة بين أقدامهم وهم يدفعونها أمامهم، ويستخدم اللاعبون السرعة والمهارة والخداع ليحافظوا على استحواذهم على الكرة وليتجنبوا حصار خصومهم لهم، فالجري بالكرة نحو الخصوم من الممكن أن يبدِّد أو يربك الدفاع حتى وإن كان جيد التنظيم.
ويستخدم اللاعبون جميع أنواع الحركات الخداعية من أجل إرباك الخصوم وإفقادهم توازنهم. فمن الممكن أن يتظاهروا بأنهم يندفعون لاتجاه معين ولكنهم يسرعون نحو اتجاه آخر، أو يتظاهرون بأنهم ينوون ركل الكرة إلا أنهم لايفعلون ذلك، أو قد يستخدمون حركات التفافية للأرداف أو الأكتاف لإرسال خصومهم في الاتجاه الخاطئ، ويتطلب الجري المتقن بالكرة توازن وتسارع ولف الجسم والقدرة على استخدام كل من جانبي القدمين للسيطرة على الكرة. ويجب على اللاعب أيضا أن يعرف متى يطلق الكرة، أو يُصَوِّب على المرمى، أو يمررها إلى أحد الزملاء الذي يشغل موضعا أفضل منه.
الهجوم. يعتبر مهارةً مهمّة من المهارات المتعددة للاستحواذ على الكرة. ويتطلب الاستحواذ على الكرة توفر الحاسة الجيدة لاختيار الموقع والتوقيت الجيد والقدرة على توقع اللعبة. وغالبًا مايتمكن المدافعون الجيدون من الاستحواذ على الكرة من خلال اعتراض تمريرة أو الاقتراب من الخصم بحيث يفقده القدرة على السيطرة على الكرة. وغالبًا ماتكون العرقلة الجسدية باستخدام القدم هي الملاذ الأخير، لأن فقدان الكرة قد يؤدي إلى ترك منطقة دفاع اللاعب مفتوحة أو إلى ارتكاب خطأ ضد الخصم.
يُوجد نوعان أساسيان من المهاجمة هما المهاجمة الاعتراضية و المهاجمة الانزلاقية. وكي يقوم اللاعب بالمهاجمة الاعتراضية، فإنه يقترب من اللاعب المستحوذ على الكرة فيُطبق عليه وينقضُّ على الكرة بباطن قدمه. ويحاول اللاعب أن ينتزع الكرة بالقوة بِلَيِّّها وانتزاعها أو بخطفها بقدمه ليستحوذ عليها في الوقت الذي يحتفظ فيه ببقية الرجل التي انقض بها على الكرة وبثقل جسمه كله خلف الكرة. أما المهاجمة الانزلاقية فعادة ماتتم من الجانب، كما هو معهود عندما يكون الخصم قريبا من خط التماس أو خط المرمى. والغرض من هذا هو دفع الكرة لصالحه سواء بالحصول عليها أو بالحصول على ضربة ركنية نظرًا لأن اللاعب الذي يقوم بالمهاجمة ينتهي به الأمر على الأرض، ويندر أن يكون في وضع يمكنه من الاستحواذ على الكرة. وعندما يقوم اللاعب بعملية المهاجمة فإنه يجعل قدمه تنزلق بمحاذاة الأرض في الوقت الذي تقترب فيه من الأرض ركبة الرجل غير المشترِكَة في المهاجمة.
حراسة المرمى تحتاج للرشاقة وحسن التوقيت في التقدم والقفز نحو الكرة وبراعة في استقبالها وإرسالها. ويحتاج حارس المرمى إلى الشجاعة لكي ينقض على قدم الخصم أو ليضرب الكرة بعيدا عن مرماه.
حراسة المرمى. سمّيت بذلك لأنها تتطلب استجابةً سريعة، ورشاقةً وسرعة انطلاق من المكان، وقدرة عالية على التعامل مع الكرة، وتقدير دقيق. وتعتبر القدرة على التعرُّف على الموقف سمة جوهرية لحارس المرمى الذي يجب أن يقرر إما البقاء على خط المرمى عند اقتراب اللعب منه، أو الخروج لملاقاة ضربة كرة عالية عرضية أو كرة عالية منطلقة من العمق.
يجب أن يكون حراس المرمى طوال القامة إلى حد ما حتى يمكنهم تغطية المرمى، وهم يحاولون جعل المرمى الذي يحاول المهاجم التصويب نحوه يبدو صغيرًا. وتُعْتبر الشجاعة والثقة من السمات الهامة في حارس المرمى. ويتعرض حراس المرمى للاحتكاك الجسماني عندما يَثبون عاليًا للإمساك بالكرة أو ينقضُّون على قدمي مهاجم مندفع.
يجب أن يسود التفاهم التام بين حراس المرمى وزملائهم في الفريق. ويجب أن يكون الحراس مسيطرين على منطقة الجزاء أمامهم وأن يطالبوا بإعطائهم الكرة إذا ما اقتضت الضرورة ذلك. وعندما يستحوذ الحراس على الكرة ينبغي أن يكون لديهم القدرة على القيام برميات سريعة ودقيقة وركلات طويلة من أجل بدء الهجمات.
مهارات أخرى في كرة القدم. تشتمل هذه المهارات على حجب الكرة والالتفاف بها. يعتبر حجب الكرة من المهارات التي يجب على لاعبي الكرة تنميتها واستخدامها بشكل طبيعي في لعبهم خاصة، عندما يجرون بالكرة أو عندما يسيطرون عليها. وتتضمن هذه المهارة إبقاء الجسم بين الخصم والكرة لجعل الأمر صعبا على الخصم للقيام بهجوم مناسب.
والالتفاف مهارة يستخدمها المهاجمون المتقدمون أساسا عندما تكون ظهورهم في اتجاه المرمى. فاللاعب المهاجم يتسلم التمريرة ويلف في نفس الوقت ليخدع اللاعب القائم بمراقبته ولاكتساب مساحة قيِّمة.