ولديوسف زين الدين المدير العام
عدد المساهمات : 256 تاريخ الميلاد : 13/02/1989 تاريخ التسجيل : 10/03/2010 العمر : 35 الموقع : Bouguirat
| موضوع: مقالات فلسفية الجمعة مارس 19, 2010 5:46 pm | |
| هل العلاقة بين اللغة والفكر علاقة اتصال أم انفصال ؟
المقدمة: يعتبر التفكير ميزة أساسية ينفرد بها الإنسان عنباقي الكائنات الأخرى ومن منطلق أن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه فإنه يحتاج ولا شكإلى وسيلة إلى الاتصال والتواصل مع غيرك من الناس وللتعبير عن أفكاره وهذا ما يعرففي الفلسفة بالغة فإذا كنا أمام موقفين متعارضين أحد هما يرى أن العلاقة اللغةبالفكر انفصال والأخر يرى أنها علاقة اتصال فالمشكلة المطروحة هل العلاقة بين اللغةوالفكر علاقة اتصال أم انفصال ؟
عرض الأطروحة الأولى:يرى أنصار الاتجاه الثنائي أن العلاقة بين اللغة والفكر علاقة انفصال أيأنه لا يوجد توازن بين ما يملكه الإنسان من أفكار وتصورات وما يملكه من ألفاظ وكلماتفالفكر أوسع من اللغة ومن مناصري هذا الٍرأي أبو حيانالتوحيدي الذي يقول:"ليس في قوة اللغة أن تملكالمعاني"،ويبررون موقفهم بحجة واقعية إن الإنسان في الكثير منالمرات تجول بخاطره أفكار لاكته يعجز عن التعبير عنها ومن الأمثلة التوضيحية أنالأم عندما تسمع بخبر نجاح ابنها تلجأ إلى الدموع للتعبير عن حالتها الفكريةوالشعورية وهذا يدل على اللغة وعدم مواكبتها للفكر ومن أنصار هذه الأطروحةالفرنسيبرغسونالذي قال:"الفكرذاتي وفردي واللغة موضوعية واجتماعية" وبهذه المقارنة أن اللغةلا يستطيع التعبير عن الفكر وهذا يثبت الانفصال بينهما . النقد: هذه الأطروحة تصف اللغة بالعجز وبأنها تعرقل الفكر لكن اللغة ساهمت علىالعصور في الحفاظ على الإبداع الإنساني ونقله إلى الأجيال المختلفة. عرض الأطروحة الثانية:ترى أصحاب الاتجاه الواحديأن هناك علاقة اتصال بيناللغة والفكر مما يثبت وجود تناسب وتلازم بين ما تملكه من أفكار وما تملكه من ألفاظوعبارات في عصرنا هذا حيث أثبتت التجارب التي قام بها هؤلاء أن هناك علاقة قوية بينالنمو الفكري والنمو اللغوي وكل خلل يصيب أحداهما ينعكس سلبا على الأخر ومن أنصارهذه الأطروحةهاملتونالذي قال:"الألفاظ حصون المعاني"، وقصد بذلك أن المعاني سريعة الظهور وسريعة الزوال وهي تشبه فيذلك شرارات النار ولا يمكن الإمساك بالمعاني إلا بواسطةاللغة. النقد:هذه الأطروحةربطت بين اللغة والفكر لكن من الناحية الواقعية يشعر أكثر الناس بعدم المساواة بينقدرتهم على التفكير وقدرتهم على التعبير. التركيب :تعتبر مشكلة اللغة والفكر أحدالمشكلات الفلسفية الكلاسيكية واليوم يحاول علماء اللسانيات الفصل في هذه المشكلةبحيث أكدت هذه الدراسات أن هناك ارتباط وثيق بين اللغة والفكر والدليل عصر الانحطاطفي الأدب العربي مثلا شهد تخلفا في الفكر واللغة عكس عصر النهضة والإبداع ومنالمقولات الفلسفية التي تترجم وتخلص هذه العلاقة قول دولا كروا:"نحن لا نفكربصورة حسنة أو سيئة إلا لأن لغتنا مصنوعة صناعة حسنة أو سيئة". حل الإشكالية: وخلاصة القول أن اللغة ظاهرة إنسانية وإنها الحلالذي يفصل بين الإنسان والحيوان ولا يمكن أن نتحدث عن اللغة إلا إذا تحدثنا عنالفكر وكمحاولة للخروج من الإشكالية فإن إشكالية العلاقة بين اللغة والفكر نقول أنالحجج والبراهين الاتجاه الو احدي كانت قوية ومقنعة ومنه نستنتج العلاقة بينالعلاقة بين اللغة والفكر علاقةت فاعل وتكامل الإحساس والإدراك
المقدمة ( طرح الإشكالية) يتعامل ويتفاعل الإنسان مع الأشياء في العالم الخارجي وكذلك مع الأفراد ويتلقي الكثير من المنبهات التي يستجيب لها من خلال الفهم والتفسير والتأويل وهذا هو الإدراك غير أن طبيعة ومصدر الإدراك عرف جدلا واسعا بين مذهبين (العقلي و الحسي) والسؤال الذي يعبر عن ذلك هل أساس الإدراك الحواس أم العقل؟
التحليل" عرض الأطروحة الأولى : تري هذه الأطروحة أن الإدراك يتوقف على نشاط الذهن أي كل معرفة ينطوي عليها الإدراك مصدرها العقل وليس الحواس هذا ما ذهب إليه الفيلسوف الفرنسي ديكارت الذي هاجم الإحساس بقوله << إني وجدت الحواس خداعة زمن الحكمة ألا نطمئن لمن خدعونا ولو مرة واحدة >> ومن الأمثلة التوضيحية أن التمثال في أعلى الجبل تراه من الأسفل صغيرا أما إذا صعدت فإنك تراه كبيرا وشيد ديكارت الإدراك على العقل ووظيفته اكتشاف أخطاء الحواس وتصحيحها ومن أنصار هذه الأطروحة الفيلسوف ألان الذي قال << الإدراك معرفة مسبقة فمن يدرك جيدا يعرف مسبقا ما يجب فعله >> إن الصياد يدرك الحل الصحيح وينجح في اصطياد فريسته بفضل التخطيط المسبق والطفل الصغير يفشل لأن عقله لم يصل بعد إلى القدرة التخطيط فالإدراك مصدره العقل
النقد : هذه الأطروحة أرجعت الإدراك إلى العقل لكن العقل ليس معصوم من الخطأ. عرض الأطروحة الثانية: ترى هذه الأطروحة (المذهب الحسي ) أن مصدر الإدراك هو التجربة الحسية أي هو كل معرفة ينطوي عليها الإدراك , مصدره الإحساس وحجتهم في ذلك أنه من فقد حاسة فقد معرفة ومن الأمثلة التوضيحية أن الكفيف لا يدرك حقيقة الألوان وهذا يوضح أن الإدراك يستلزم وجود الحواس التي هي نوافذ المعرفة وبها نتعرف على العالم الخارجي ومن أنصار هذه الأطروحة دافيد هيوم الذي رأى أن مبادئ العقل مكتسبة وليست فطرية وفي هذا المثال << لو كانت مبادئ العقل فطرية لتساوى في العلم بها في كل زمان ومكان لكن مبدأ عدم التناقض أو الهوية لايعرفه إلا قلة من المثقفين ويجهله الأطفال >> وخلاصة ما ذهب إليه المذهب الحسي أن الإدراك هو تأليف وتركيب بين الإحساسات فالإحساس هو مصدر الإدراك النقد: هذه الأطروحة أرجعت الإدراك إلى الإحساس لكن الحواس تخطئ ومن الحكمة أن لا نأسس الإدراك على معيار خاطئ. التركيب ( الفصل في المشكلة )تعتبر مشكلة الإحساس والإدراك من المشكلات الفلسفية المعقدة والتي طرحت علي طاولة الحث الفلسفي في صورته القديمة والحديثة ولاشك أن التحليل المنطقي يؤدي بنا إلى حل توفيقي تجمع فيه بين (الحواس والعقل) وهذا ما ذهب إليه الفيلسوف الألماني كانط في قوله <<حدوس حسية بلا مفاهيم عقلية عمياء ومفاهيم عقلية بلا حدوس حسية جوفاء>>. الخاتمة (حل الإشكالية) في الأخير الإحساس والإدراك من القضايا البارزة في الفلسفة وقد تبين لنا أن العلاقة بينهما مشكلة أدت إلى تقارب في الآراء بين مذهبين العقليون الذين أرجعوا الإدراك إلى نشاط الذهني والحسيون الذين قالوا أن الإدراك مصدر الإحساس وكمخرج للمشكلة نستنتج أن الإدراك محصلة لتكامل الحواس والعقل
هل كل ما هو نفسي شعوري؟ (الطريقة الجدلية).مقدمة: إن التعقيد التي تمتاز به حياتنا النفسية جعلها تحظى باهتمام الفلاسفة وعلماء النفس القدامى والمعاصرون، فحاولوا دراستها وتفسير الكثير من ظواهرها فاعتقد البعض منهم أن الحياة النفسية والشعور مترادفان، أي أن الشعور هو الأداة الوحيدة لمعرفة حياتنا النفسية أو الواقع النفسي فهل هذا الاعتقاد صحيح؟ وبعبارة أخرى هل معرفة الفرد لواقعه النفسي متوقف على الشعور وحده؟ الرأي الأول: ذهب بعض الفلاسفة أنصار علم النفس التقليدي إلى الاعتقاد بأن الشعور أساس كل معرفة نفسية فيكفي أن يحلل المرء ليتعرف بشكل واضح على كل ما يحدث في نفسه من أحوال نفسية كالحزن، الفرح، الحسد، الغيرة، الحب...، فالحياة النفسية في نظرهم هي الحياة الشعورية، أي أن كل ما هو نفسي شعوري وكل ما هو شعوري نفسي، ومن أبرز المدافعين عن هذا الاعتقاد روني ديكارت الذي يقول: " ليست هناك حياة نفسية أخرى خارج الروح إلا الحياة الفيزيولوجية"، فالشعور يمثل جميع الحياة النفسية ويغطيها كلها وكل ما لا نشعر به ليس من أنفسنا الأدلة: لقد اعتمد أنصار هذا الموقف على حجة مستمدة ومستوحاة من الكوجيتو الديكارتي حيث يقول: " أنا أفكر أنا موجود" وهذا يعني أن الفكر سابق على الوجود وان النفس البشرية لا تنقطع على التفكير إلا إذا انعدم وجودها وكل ما يحدث في الذات والنفس قابل للمعرفة والشعور قابل للمعرفة فهو موجود وأما اللاشعور فهو غير قابل للمعرفة فبالتالي هو غير موجود.، إذا لا وجود لحياة نفسية لا نشعر بها لأننا لا نستطيع القول بأن الإنسان يشعر ببعض الأحوال ولا يشعر بأخرى مادام الاستمرار والديمومة من خصائص الشعور، وكما أن القول بوجود حياة نفسية لا نشعر بها هو من قبيل الجمع بين نقيضين في الشيء الواحد، فلا يمكننا تصور عقل لا يعقل ونفس لا تشعر. النقد: لا شك أن الشعور أداة ضرورية لمعرفة الحياة النفسية، ولكنه ليس الأداة الوحيدة لمعرفتها فحصر الحياة النفسية في الشعور يبقى قسما كبيرا منها مجهول الأسباب وغامض والدليل على ذلك أننا كثيرا ما نجد أنفسنا فرحين أو حزينين دون معرفة السبب كما أننا نميل إلى بعض الأشخاص وننفر من البعض الأخر دون مبرر واضح. فالشعور إذن لا يصاحب جميع فاعليات النفس ونت هنا نستنتج انه إذا كل ما هو شعوري نفسي فالعكس غير صحيح.
الرأي الثاني: وعلى العكس من ذلك ذهب الكثير من العلماء المعاصرين إلى القول بان الشعور لا يعتبر الأداة الوحيدة لمعرفة الحياة النفسية لان هذه الأخيرة ليست حياة شعورية فقط ولذلك فالإنسان لا يستطيع أن يعي ويدرك جميع أسباب سلوكه. الطبيب سيدمون فرويد الذي يعتقد بان الشعور ليس هو النفس كلها بل هو جزء منها لان هناك جانب هام في النفس لا نتفطن إلى وجوده عادة ولكن له تأثر أساسي على سلوكنا وانفعالاتنا وأفكارنا. الأدلة: ولقد اعتمد أنصار هذا الموقف على جملة من الأدلة تثبت ما ذهبوا إليه منها: عجز الشعور عن إعطائنا معرفة عن كل حياتنا النفسية نظرا لنقص معطياته فهو لا يمكننا من معرفة أسباب الكثير من المظاهر السلوكية كالأحلام والنسيان وزلات القلم وفلتات اللسان هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن الطب النفسي اثبت بأن الكثير من الاضطرابات النفسية تم علاجها بالرجوع إلى الخبرات والأحداث المكبوتة في اللاشعور نذكر من ذلك تجربة جوزيف بروير Joseph Breuerفي معالجته للفتاة المصابة بالهستيريا فتوصل إلى أن الأعراض العصبية سببها ذكريات منسية موجودة في اللاشعور، فالفتاة كلما استحضرت الذكريات الماضية لا حظ الطبيب زوال الأعراض وكلما نست الماضي ظهرت الأعراض. ولكن لما كان العلاج بالتنويم مؤقتا ابتكر سيدمون فرويد طريقة علاجية أخرى تسمى التحليل النفسي القائم على التعبير أولا والتداعي الحر للأفكار ثانيا. النقد: لا شك في أن مدرسة التحليل النفسي قد أثبتت على فعالية اللاشعور في الحياة النفسية ودور التحليل النفسي في معالجة الكثير من الاضطرابات النفسية ولكن اعتبار السلوك الإنساني سلوك تدفع إليه الدوافع اللاشعورية كالرغبات والميول المكبوتة والغرائز الجنسية فيه الكثير من المبالغة لأن الإنسان ليس حيوان توجهه غرائزه، بل هو كائن عاقل وواع. التركيب: من خلال تحليلنا للموقفين السابقين يتبين لنا أن الحياة النفسية بنية مركبة من جانبين جانب الشعور وجانب اللاشعور فكلاهما يؤثر فيه سلوك الإنسان ويعملان على توجيهه، ولهذا فما لا نفهمه من الشعور يمكن أن نفهمه برده إلى اللاشعور. الخاتمة: في الأخير نستنتج انه إذا كان كل ما هو شعوري نفسي فالعكس غير صحيح، ولكن مع ذلك يبقى الشعور أداة ضرورية لفهم الحياة النفسية.
| |
|