"إن هناك من يفترون علينا أننا نريد إقامة دولة دينية كالتى فى إيران، ونحن ابتداء كررنا كثيرا أننا لا نتطلع إلى السلطة ولا نريد الرئاسة ولا المناصب ولا نسعى لكسب الأغلبية فى البرلمان ولكننا نتطلع إلى الإصلاح الشامل فى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والتعليمية والإعلامية وسائر جوانب الحياة ابتغاء وجه الله، والدولة التى نتطلع إليها إنما هى دولة مدنية ديمقراطية ذات مرجعية إسلامية ، الشعب فيها مصدر السلطات وصاحب السيادة."
2. "وفي رده على سؤال عن تخوف الغرب من سيطرة الإسلام قال د. عصام العريان أن المخاوف الغربية من الإسلام كلام مردود عليه وأنه لا يخدم إلا المشروع الصهيوني، خاصة أن الإسلام يؤمن بحرية المعتقدات ولا يريد من أحد أن يفرض على أحد معتقداته، كما أن الإسلام يتعاون مع كل الحضارات والشعوب ومن أهم قيم الإسلام الحرية والمساواة والعدالة والتعاون، موضحًا أن الإخوان ضد الدولة الدينية لأن الإسلام ضدها، بينما هم مع الدولة المدنية ذات المرجعية الإسلامية."
إن البيان الصحفى للإخوان المسلمين الذي جاء فى اليوم السادس عشر من الثورة الشعبية في مصر في 9 فبرايـــر 2011م ، وتصريح الدكتور عصام العريان بأن "الإخوان ضد الدولة الدينية لأن الإسلام ضدها، بينما هم مع الدولة المدنية ذات المرجعية الإسلامية" يستحقان الإشادة من كافة الأوساط والنخب السياسية والفكرية والثقافية والإعلامية العربية والدولية، كونه جاء من مرجعية الإخوان المسلمين في العالم.
إن من واجبنا كمثقفين أن ندافع عن الإخوان المسلمين، اختلفنا معهم أو اتفقنا، ونرفض كل الغبن والمظالم التي تعرضوا لها عبر العقود الماضية. إن من الخطأ الفادح تهميش قوة فكرية وعلمية وأخلاقية واقتصادية ومهنية منظمة في مجتمعنا، فهذا تجويف لعقولنا وتفريغ لقدراتنا. لقد جاهدت مختلف الأنظمة والحكومات والأحزاب عبر السنين لتهميش وتشويه هذه الجماعة المعتدلة حفاظا على مصالحها أو تغطية على فشلها السياسي والفكري والتنظيمي. لقد وصل الأمر ببعض الحكام العرب ليقتل ويشي ويحرض عليهم الغرب، وهم أبناء رعيته الذين يفترض أن يرعاهم، وكأن الخيانة وجهة نظر أو عمل دبلوماسي!
لا نريد أن نضخم أو نصغر من حجم هذه الجماعة لكن معظم التقديرات تقول أنها تشكل ما نسبته 15-30 على أكبر تقدير في المجتمعات العربية، وتختلف هذه النسبة من بلد لآخر، ومن هنا يستغرب المرء هذا الخوف والتهويل.
نحن نرى أحزابا بأسماء وأفكار مسيحية وكاثوليكة وبروتستانتية في الغرب، ويهودية ومتدينة في إسرائيل، تمارس العمل السياسي، ونستغرب أن يعادي بعض العرب والأعداء وجود حزب إسلامي في بلدان إسلامية.
لقد تحولت بلداننا العربية إلى حظائر واسطبلات لغياب حركة الاجتماعات والرؤوس والأقدام ولأن الشعب كامل الشعب ظل عبدا يصفق للصنم المعجزة، الذي جلب لشعبه الفقر والقهر والخوف، وحول بحكمته الموروثة وسياسيته الاستبدادية بلده إلى العصر ما قبل الجاهلي! لقد بات المرء يشعر بوحدة وعزلة خانقة بسبب غياب الحريات والأحزاب وحركة الاجتماعات والمؤتمرات!
إن من المهم أن نركز ككتاب ومثقفين وصحفيين وإعلاميين على أهمية تفعيل العمل الحزبي والمؤسسي في البلدان العربية ونختبر كافة الأحزاب وبرامجها. تعزيز العمل الحزبي يعبر عن وعينا واحترامنا لأنفسنا ولشعوبنا، ويعطيها الحرية في خياراتها، ويعزز لغة الاستماع والحوار والاختلاف وقبول الآخر، ويفعل الطاقات ويحرك الرؤوس والأقدام، ويعزز مهارات التفكير والتنظيم.