بيان نوفمبر2011..
تحية طيبة مباركة
وبعد؛
عبر مسيرتنا سويا
سواء في الحياة اليومية أو عبر هذا الفضاء الحر، تبادلنا الكثير من الآراء،
وتناقشنا في العديد من القضايا، اختلفنا في بعض الجزيئات لكن اتفقنا على
الأساسيات، منها وجوب الإسهام الإيجابي في نهضة أمتنا، ونمو وطننا، وهذا حتما لا
يتحقق بالشعارات الرنانة، بل يجب العمل على تطبيقها على أرض الواقع، والمسؤولية
ملقاة على عاتق الشباب وخاصة الفئة المتعلمة والمثقفة منه، فرفضنا اليوم للأشياء
السلبية والواقع المعاش يقتصر على التذمر ولم يتعد حديث المقاهي، رغم أن تغيير
الوضع بأيدينا، نتكلم فيما بيننا ونتفق على أن المسؤول الفلاني غير مؤهل وهو ليس
في المكان المناسب، كما نتفق على أننا نعيش في حقرة وتهميش كبيرين، لكن لم نتفق،
بل لم نناقش، بل لم نتحدث أصلا عن الحل، وما مقدار مساهمتنا في إيجاده حتى لا أقول
صنعه.
أجدادنا وآباؤنا
لو فكروا بالسلبية التي نفكر بها اليوم لما حققوا لنا الاستقلال الذي نعيشه رغم
أنهم ناضلوا لأجله ولم يعيشوه، أما نحن فبإمكاننا النضال لأجله ونستمتع بعيشه
أيضا، هذا الاستقلال علمنا التاريخ أنه لا يُمنح بل نحصل عليه بالنضال والتضحية،
فطالما صفقنا وبحرارة حين كنا نسمع أنه لا بد من تسليم المشعل للشباب، لكن اقتنعنا أن هذا لن يتم، بل
يجب افتكاكه كحق من حقوقنا.
كلنا يقر بما
قدمه رئيسنا للجزائر، ولا ينكر ذلك إلا جاحد، ومن يرى غير ذلك فالمشكل يكمن حتما
في عدم نظافة نظارته، أما عن تدهور الوضع في بعض المناطق وفي بعض المجالات، فذلك
مرده لعدم قدرة مسؤولينا المحليين على مسايرة تطلعات أعلى هرم الدولة، وهذا إما
لعدم كفاءتهم أو لتعمدهم ذلك لأنهم يفضلون الاصطياد في المياه العكرة، وأمام كل
هذا يبقى شبابنا وللأسف الشديد في موضع المتفرج الذي يتابع المشهد ويترقب خاتمته،
رغم أنه بإمكانه أن يتحرك ويوقف هذه المهزلة ويضع بدله مشهد آخر يكون له دور
البطولة فيه.
فإيمانا منا بأن
الله لن يغير ما بنا حتى نغير ما بأنفسنا، ونظرا لما تحمله صفحات التاريخ التي
طويت ولم تمزق، من تعاقب لأناس غير أكفاء على تولي أمورنا وبمباركتنا، خاصة وأنهم
يتشبثون اليوم بكراسيهم وفي أحسن الأحوال يتبادلون الأماكن، نرى أنه لا بد لنا من
فرض وجودنا وصنع مستقبلنا بأنفسنا، وتفويت الفرصة على من يفضلون مصالحهم الشخصية
على المصلحة العامة، وهذا لا يكون إلا بالتكتل في صف واحد لأجل مواجهة من يعتبرون
أنفسهم أوصياء علينا، وكأن الأمهات عقرت عن إنجاب أناس غيورين على بلديتهم، مؤهلين
لحمل المشعل.
إن
تحييد الشباب على وجه الخصوص من قطاعات صنع القرار ومحاولة تهميشه بزرع مركب النقص
فيه، ورضوخه _أي الشباب_ لذلك للأسف الشديد، هو الذي يفسر ما آلت
إليه الأوضاع في مجتمعنا، وما انجر عنه من نتائج وخيمة على الجميع، تسبب
فيه من حيدوا الشاب خوفا من أن يكون قوة فاعلة للتأثير في الأحداث.
حان الأوان لنؤثر
ولا نكتف بالتأثر بغيرنا، لأن الأمر بأيدينا وليس بيد غيرنا، بلديات ولايتنا وعلى
غرار باقي بلديات الوطن يشكل الشباب فيها النسبة الأعلى من السكان، وفيهم فئة
كبيرة متعلمة ومثقفة وقادرة على صنع الفارق، قادرة على التمييز بين الصالح
والطالح، بين المؤهل والفاشل، بين من يده بيضاء ومن يده ملوثة بالفساد، بين من
المستقبل أمامه ومن ترك مستقبله خلفه، بين من يفكر بمنطق عصري ومن يعيش بعقلية
السبعينات، لسنا أعداء لأحد، ولكن ضقنا ذرعا بتعاقب منتخبين لم يقدموا شيئا
للمصلحة العامة.
أيرضينا أن يستمر
الحال على ما عليه، هل ننتظر المهدي المنتظر حتى يخلصنا من فشلهم ويحل مشاكلنا؟
كلا، فالحل عندنا لتحقيق التغيير السلمي، وهذا باستغلال حقنا وواجبنا الانتخابي،
واختيار من نرى فيه الصدق والكفاءة، فسنة واحدة بقيت عن انتهاء أسوء عهدة عرفتها
البلدية، سيجتهد فيها من لم تكفهم الأربع سنوات الماضية، ويقدمون وعودا وردية
كالعادة، يستغل أحدهم السكن الريفي لكسب ود المواطنين، وآخر عقود العمل المؤقتة في
إطار تشغيل الشباب وما شابهها، وغيره سلطته على إمضاء مختلف الوثائق التي يطلبها
المواطنون، لكننا سنستغل تعلم الشباب ووعيهم وثقتنا كبيرة فيهم، لأن المؤمن لا
يلدغ من الجحر مرتين، سنحدث التغيير السلمي بفضل ثقتنا ببعضنا البعض واقتناعنا
بأننا نستطيع ذلك، لم ولن ننجر وراء الداعيين إلى الفتنة والجهوية، لن نلتف وراء
شخص لمجرد أنه تجمعنا به علاقة قرابة، لن نبقى تابعين ومجرد أداة يلجأ لها
الانتهازيون حين يحتاجونها، الفرصة أمامنا لإثبات كفاءتنا ووضع بصمتنا، المستقبل
لنا وبأيدينا، ومثلما فعلها آباؤنا ليلة الفاتح من نوفمبر، سنستلهم من تجربتهم
ونتبرك بذلك التاريخ، ليكون الفاتح من نوفمبر 2011، هو ميلاد حركتنا الشبابية، ومثلما كان النجاح حليفهم سيكون حتما حليفنا
بتضافر الجهود وشحن الهمم مع الإيمان أولا بنبل قضيتنا.
مسافة الألف ميل
تبدأ بخطوة ها قد أقدمنا على أولها، وما كنا لنقدم عليها لو لم نرى الثقة والقدرة
على تحقيق الأفضل بارزة في أعينكم، وإن لم يكن لنا الآن ما نريد، فلنرد ما يكون
حتى يكون لنا ما نريد.
دقت ساعة
البداية، ونترقب مساهمة الجميع، فمن يوافقنا الرأي نرجو من الإفصاح عن ذلك
والانضمام إلينا ومشاركتنا بأفكاره، ومن لم يقتنع بعد فمستعدون لإزالة أي غموض
يكتنفه، أما من يخالفنا الرأي وتلك سنة الحياة، فندعوه للمناقشة وتبادل الآراء،
لأننا وإن كنا نرى في رأينا الصواب إلا أنه يحتمل الخطأ.
"ارموا
بالثورة إلى الشارع يحتضنها الشعب" قالها الشهيد بن مهيدي فكان له وللجزائر
ما أراد، وها نحن اليوم نرمي بمشروعنا إليكم، فهلا احتضنتموه؟